من هو المسلسل الرمضاني الذي سيفوز بجائزة الإلهاء عن رمضان سنة 2023؟
تقديم: (جائزة الإلهاء؟)
يعج تليفزيون العالم العربي في رمضان، يوميا، وبشكل متواصل، غير منقطع، بمسلسلات تلفزية درامية، وأنواع مختلفة من السيت كوم، وبرامج متنوعة من الكاميرا الخفية، وفوازير رمضان ....وكأنها في سباق مع الزمن، طيلة الثلاثين يوما، والهدف الأساس من هذه البرامج هو التسلية، والضحك، وتكريس قيم منحطة، وإغراق الشعوب العربية في مزيد من التخلف والجهل والانحلال الخلقي.
![]() |
مسلسلات رمضان |
ما هو نوع المحتوى المستهدف في مسلسلات رمضان؟ (جائزة الإلهاء؟)
منذ مدة طويلة تزيد على العشرين عاما، والتلفاز وسيلة الإعلام المشتركة الوحيدة بين جميع فئات المجتمع، الغنية والفقيرة، يعرض في كل شهر رمضان، ما لذ وطاب من وصفات التفاهة والسفه، المتمثلة في مسلسلاته الطويلة، أو سلسلاته القصيرة، التي تستغرق الشهر بأكمله، من خلال اعتماد التمديد والتمطيط لاستكمال الثلاثين يوما دون نقصان، بمحتوى هزيل أخلاقيا وفنيا، إلا في أعمال فنية نادرة، لا تكاد تسمع أو ترى، لأنها في الغالب تمنع، أما الذي يطفو على السطح منها، ويغرق الشاشة، ساعة بساعة، فهو المحتوى الغارق في العدمية واللا جدوى، حيث تتكاثف جهود كتلة كبيرة من المخرجين والممثلين الطامعين في المال والشهرة، والمنتجين المستهدفين الربح أساسا، لعرض مسلسلات محددة، لها نفس الأهداف، ونفس المحتوى المتكرر، حب وغرام وانتقام، أو غدر وخيانة وضياع، كل ذلك في قالب من العري، والتفسخ الأخلاقي، والبهرجة الخداعة.
ولأن المسلسل يعرض طيلة الثلاثين يوما، بالتحديد، وفي ثلاثين حلقة بالتمام والكمال، لا بد أن يشحن بكل أنواع السخافة، والسفاهة، والتكرار، والتمطيط، لأن محتواه الحقيقي، لا يتجاوز ربما أربع حلقات، لهذا يضطر المخرج لقتل المسلسل، و ملئه بزيادات وتفاهات لا معنى لها، ليستوفي الشهر، لهذا تضعف قيمة المسلسل الفنية، وتقل جودته، في غالب الانتاجات وتنزل للحضيض، وكأن رمضان أضحى سوقا مربحا لعرض كل المنتوجات المسماة (فنية)، الغث منها والسمين، ونسوا أنه شهر كريم، شهر نزول قرآن عظيم،" نسوا الله فأنساهم أنفسهم"سورة الحشر 19.
جديد الفن التمثيلي في سلسلات رمضان: (جائزة الإلهاء؟)
لم تعد مسلسلات رمضان التافهة شكلا ومضمونا، هي التي تغرق شاشة التلفاز في يم من السفه والتفاهة، بل أضحينا نجد منافسا جديدا لها لا يقل بؤسا عنها، ويتعلق الأمر بنوع جديد من السلسلات القصيرة المتمثل فيما يسمى بالسيت كوم، وهو نوع من السلسلات القصيرة الكوميدية، وتسمى أيضا " كوميديا الموقف" ، سلسلات أمريكية الأصل، وانتقلت إلى العالم العربي، تتعدد أماكنها، وموضوعاتها وشخصياتها، وتتزاحم أحداثها في شكل مواقف كوميدية هزلية، والأصل فيها أن تصاحب بضحكات الجمهور، وكلما تعدد ت مواسم السلسلة، كلما دل ذلك على نجاحها، وإقبال الجمهور عليها.
منافسة شرسة بين السيت كوم و المسلسلات في رمضان: (جائزة الإلهاء؟)
لقد نافس هذا النوع القصير من السلسلات المسلسلات الطويلة، وأضحينا نجدها تغرق التلفاز بأشكال مختلفة ومتنوعة، فقد تتجاوز أربعة أنواع إلى خمسة في اليوم الواحد، من الصباح حتى الفجر، سلسلات أقل ما يقال عنها أنها غارقة في التفاهة أيضا، ولأنها تتمدد وتتمطط لتواكب الثلاثين يوما، فإنها محتواها يعتمد على التلفيق، والتكرار، والسآمة والضجر، حتى تنتهي المدة المحددة، لا أهداف تربوية، لا أهداف إنسانية، ولا اجتماعية، ولا أخلاقية، ولا سياسية، ..ولا أي شيء، سوى التسفيه، وتكريس قيم منحطة مثل التنمر، واحتقار الصغير للكبير، وضياع الهيبة والاحترام، واتخاذ مهن محددة موضوعا للإهانة والتحقير، كالمحاماة، أو الطب، أو التدريس، أو ....واعتماد الكلام السوقي، الذي ينتشر بين الناشئة كالنار في الهشيم، ويصبح لغتهم اليومية المعتادة، وعندما تضيع اللغة، تضيع الهوية، وتسقط معها القيم.
ولأن أغلب الجماهير من المشاهدين يتجمهرون أمام التلفاز ليل نهار بحثا عن التسلية وتمرير أيام الصيام، فإن مدرستهم الأولى التي يتلقون فيها دروس الأخلاق المنحطة هي تلك السلسلات، لهذا نجد أن أخلاق رجالنا، ونسائنا وأطفالنا، في شعوبنا العربية تتشابه، وأغلبها ينحو نحو التفسخ الأخلاقي والانهيار القيمي.
أعمال جادة نادرة من مسلسلات رمضان: (جائزة الإلهاء؟)
عندما نتحدث عن مسلسلات رمضان العربية، الغارقة في التفاهة واللاجدوى، فنحن لا نعمم، فهناك سلسلات هادفة، تراعي القيم الأخلاقية، وتستهدف توعية المجتمع، مؤمنة برسالية الفن، ودوره في تنويره وتوعيته، وتتحمل مسؤوليتها التاريخية، أمام الله، وأمام الشعوب، ولكنها نادرة، قليلة، لا تكاد ترى بالعين المجردة، ولا يقبل عليها الجمهور، لأن ما يطفو على السطح هي أعمال سخيفة، هدفها الربح المادي، خاضعة لذوق "هذا ما يريده المشاهدون"، لا " هذا يتطلبه المبدأ"، وعوض أن نربي الجماهير والشعوب على قيم نبيلة، وذوق رفيع، فإننا ننزل بذوقهم إلى الحضيض، عندما نستهدف الضحك من أجل الضحك، والفرجة من أجل المتعة فقط، أو التطبيع مع المنكرات، ولا نستهدف التوعية، متغافلين دور الإعلام في تثقيف العقول وتنوير الشعوب. والعكس هو ما تنهجه سياسات شعوبنا ومسؤولو قطاع الإعلام، عندنا تسخر ووسائله للتجهيل، والتسفيه، وتكريس القيم الفاسدة، في غياب أي رقابة تذكر.
لماذا هذه المعركة الحامية الوطيس بين مسلسلات رمضان وبرامجه : (جائزة الإلهاء؟)
ختاما (جائزة الإلهاء؟)
اقرأ أيضا : كيف تحول رمضان سنة 2022
تعليقات
إرسال تعليق