إسلاميات: كيف تحول رمضان سنة 2022 و ما جديده؟
التقديم
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" البقرة 183. فصيام رمضان فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. يصومه المسلم حبا قبل أن يصومه فرضا، وأثبت التطور العلمي في مجال الصحة فائدته العظيمة، فأضحينا نسمع عن الصيام المتقطع، وفائدة الوجبة الواحدة في اليوم، وقيمة الأكل وفائدته مع الفجر بالضبط، وعند غروب الشمس.
وهو شهر معظم عند الله فقد روي في الحديث القدسي، أن الله تعالى قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه.
قد يسألني سائل أجنبي، لا يعرف عن ديننا الحنيف شيئا، ماذا يعني لكم رمضان، ولماذا تحبونه كثيرا؟ قبل أن نجيب عن سؤال السائل، نعرف بالمصطلح لغويا.
1-ماذا يعني رمضان لغة ؟ (إسلاميات)
فهو مأخوذ من كلمة الرمض،التي تعني شدة الحر، ولعل ارتباط هذا المعنى برمضان قد يعود حسب بعض الدارسين إلى تصادفه مع أحد الشهور الصيفية الحارة، عندما سمى العرب الفصول، أو ربما يعود لما يشعر به الصائم في جوفه من حر بسبب العطش، كما هو الشأن في المواسم الحارة. وقد ارتبط عند المسلمين بمعاني محدد، الصيام، نزول القرآن الكريم، التراويح، وليلة القدر.
![]() |
كن إيجابيا في رمضان |
2- ماذا يعني لي رمضان معنويا وروحيا؟ ولهذا أحبه؟ (إسلاميات)
رمضان هو شهر العبادة، شهر الطهارة، شهر العلاج والتشافي من عدة أمراض، نفسية واجتماعية، وعضوية، شهر الاغتسال من الذنوب والمعاصي، والموبقات، شهر المحبة والتعاون والمودة، شهر التفاعل العاطفي مع الفقير والمحتاج، والشعور بجوعه وعطشه، شهر الإنفاق على المساكين وذوي القربى وابن السبيل، شهر التطهر الروحي من الماديات ، الطعام والشراب، ونوازع الشر، وعواطف الحقد والكراهية، واستبدالها بمشاعر المحبة والأخوة والرحمة.
3- ماذا يعني لي رمضان دينيا؟ (إسلاميات)
يعني بكل ببساطة، الصيام من خلال الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يعني الإكثار من الصلاة والتقرب من الله عز وجل، لهذا كان بعض السابقين من السلف الصالح يعتكف في هذا الشهر الكريم، من خلال الانقطاع للعبادة والتفرغ لها في زاوية منعزلة، أو خلوة منفردة، وذلك بغية الإخلاص الروحي لله، من خلال التخلص من كل ما هو مادي، بشري، يفسد عليه صوفيته في هذا الشهر الكريمة، وحلاوة اتصاله بخالقه، فهو شهر الارتقاء الروحي بامتياز.
4- كيف تحول رمضان سنة 2022 وما جديده؟ (إسلاميات)
أ- هكذا كان رمضان (إسلاميات)
لم يتغير رمضان، لكن طباع الناس وقيمهم هي التي تغيرت، لقد جسد رمضان حتى عهد قريب كل المعاني السالفة الذكر، ونقصد بالعهد القريب نهايات القرن العشرين، وبدايات القرن الواحد والعشرين، كان رمضان يحمل فرحة اللقاء مع الله، عن قرب، فمن لم يستشعر متعة اللقاء مع الله ولو ليلة واحدة في الشهر الكريم، شعر أن بركة الشهر الكريم مفتقدة. كيف لا وهو الشهر الذي قال عنه الحق سبحانه: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" سورة البقرة (185)
كان رمضان يمثل الهدى والهداية حقا، كان شهر المودة والمحبة، ولقاء الأهل والاحبة، شهر عبادة بامتياز، رغم ما يتخلله من زلات لسان تصدر من الفرد هنا أو هناك، ولكن تبقى للشهر حرمته، ولمقامه قدسيته، فلا يمكن لأحد أن يتجرأ على فعل شنيع إلا استغفر الله وعاد عن فعلته، حتى المشرفون على الإذاعة والتلفزة، كانوا يتحفون المشاهدين الصائمين في هذا الشهر الكريم ببرامج دينية ولو نادرة، ومسلسلات تاريخية معبرة، ولو مقتضبة، تنسجم ولو جزئيا مع الشهر الفضيل، كان... وكان... وكان...
ب- جديد رمضان سنة 2022 م(إسلاميات)
فقد رمضان الكثير من قدسيته عند المسلمين في بلداننا العربية، كيف أضحى:
- أضحى شهرا للتنافس على ما لذ وطاب في موائد الإفطار، إسراف وتبذير، ورمي لنعم الله في مكب النفايات.
- أضحى شهر المسلسلات والأفلام، وما لذ وطاب من عري وسفاهة و ابتذال، يتنافس فيه الممثلون، ويتبارى فيه المنتجون، ويتهافت عليه المخرجون
-أضحى شهر نبذ العمل، والركون للنوم والكسل، مع أنه شهر العمل المأجور بامتياز.
-أضحى شهر تفجير المكبوتات من خلال الصيام نهارا، وقضاء الليل في حفلات وسهرات، يسمونها ليالي رمضان، أو يقضون الليل في مشاهدة الأفلام الخليعة، فقد أثبتت بعض الإحصائيات أن نسبة مشاهدة هذا النوع من الأفلام ترتفع بشدة في هذا الشهر الفضيل، عند المشاهد العربي، فهل من تفسير؟
- أضحى شهرا يخصص فقط للباس الجلباب، أما القلب فلا علاقة له بالورع والإيمان.
-أضحى شهرا يطرح في جدال قوي حول إمكانية الإفطار العلني في رمضان.
- أضحى شهرا نعطش فيه ونجوع، لكن عيوننا وحواسنا مفتوحة على كل الخيارات سواء عبر الجوال، أوالتلفاز، أو في الشوارع، اختر ما شئت، وكأن الجوارح لا شأن لها بالصيام.
-أضحى... وأضحى...
لا ندري حقا ما سر هذا التنافس الغريب على الميوعة والفكاهة والتسلية في شاشات التلفزيون العربي في رمضان، وكأن الأمر مقصود، حتى لا يتحقق الإيمان والخشوع المطلوب في الشهر الكريم، ومن تم لا تتحقق الغاية من رمضان، وهي تحويل مسار الإنسان نحن التوبة والغفران، يريدون أن نخرج من رمضان كما دخلنا، حتى يبقى الخواء الروحي هو المسيطر، لأنهم يعلمون حقا التغيير الذي يبني الإنسان الصالح حقا، لا يخدم مصالحهم أبدا، لذا فترك الناس على حالهم، وشغلهم بالمتعة واللهو كفيل بأن يحقق المراد.
5- رغم كل شيء أحب رمضان، ويحتاج إلى أن نكون فيه إيجابيين (إسلاميات)
رغم كل ما سبق من تغير في طقوس في الشهر الكريم إلا أن رمضان يبقى أجمل شهر نعيشه في السنة، يحبه الصغير والكبير، لأنه يتميز بطقوس خاصة، عبادة، تراويح، تذكر لقيم دين كدنا من شدة الفتن ننساها، ولنا أمل أن يفهم الصائمون والمسؤولون، أن شهر رمضان ليس تنافسا في العري والطعام، وما يعتبرونه فن، بل هو تنافس في الورع والتقوى، وغض البصر عن كل ما حرم الله، فهو صيام للجوارح واللسان، بنفس درجة صيام البطن والفرج، مصداقا لقوله تعالى: " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"سورة الاسراء، الآية 36.
إذا فهمنا مغزى هذا الكلام، وابتعدنا عن الموبقات التي تحدثنا عنها سالفا، وحافظنا على جوارحنا من الموبقات، أكيد سنغنم فضل الشهر الكريم، ونخرج من رمضان أحسن مما دخلنا.
6-ماذا نقول لرمضان (إسلاميات)
مرحى بوجهك يا رمضان
ياشهر التوبة والغفران
فيك نزل القرآن
وأيامك حبيبة للرحمان
فيك تصوم الجوارح واللسان
وتبتهل القلوب للمنان
قاصدة الترقي في درجات الإيمان
عساها تبلغ أعالي الجنان
لا تصرفها شهوة، ولا يشغلها هم الزمان
في لياليك تراويح ودعوات امتنان
الحق فيك يصان
والفقير فيك لا يهان
الكل فيك يشعر بالأمان
فمرحى بوجهك يا رمضان
اقرأ أيضا:مسلسلات رمضان ، من سيربح جائزة الإلهاء
تعليقات
إرسال تعليق