القائمة الرئيسية

الصفحات

أسرار صمود الشعب الفلسطيني اليوم

أسرار صمود الشعب الفلسطيني اليوم


التقديم: 

عاش أهل فلسطين الويلات منذ ما يزيد عن قرن من الزمن، من الاحتلال البريطاني إلى الاحتلال الصهيوني الذي استمر إلى الآن، لكنهم صمدوا، صبروا، احتسبوا، لم يشكوا أبدا ضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس إلا لربهم. لقد قدموا للإنسانية دروسا في الصبر والتقبل، عجزت كل دروس التنمية البشرية عن  تلقينها. 

 

إن التساؤل الذي يؤرق العالم اليوم هو السر في صمود الشعب الفلسطيني الغزاوي اليوم رغم آلاف القتلى والجرحى، رغم الضعف العسكري وتخلي الشعوب العربية عن دعمهم ومساندتهم.


انظر أيضا: مدونة الأسرة والمساواة في الإرث بين المرأة والرجل


أسرار صمود الشعب الفلسطيني الغزاوي

نعم تحولت غزة إلى مقبرة للشهداء أمام مرأى ومسمع العالم دون أن نحرك ساكنا، نرى ونسمع أن من لم تطله يد الغدر والطحن من صواريخ العدو الصهيوني ينزح مكرها إلى وجهة غير معلومة، يعاني جوعا وعراء وإبادة جماعية، ولكن ما السر في صمود أهل غزة؟


أسرار صمود الشعب الفلسطيني


 

إن السر في صمود أهل غزة هو الإيمان بالله أولا وبقضيتهم، القضية الفلسطينية ثانيا. لهذا نراهم صامدين، رغم الموت، رغم القهر، رغم الظلم الذي يمارسه عليهم بني صهيون، رغم المجازر والإبادة الجماعية؟ لأنهم بكل بساطة يعلمون أن موتهم شهادة، وأن ما ينتظرهم عند الله أعظم بكثير مما خسروه، أعظم من فقد أبنائهم، وفقد أزواجهم، وفقد أحبابهم. يفرح الغزاويون بالشهادة، لأنها علامة النصر، رمز الفداء، بداية جديدة لحياة أخروية هادئة وسعيدة، إنهم يعلمون تماما أن الشهيد لا يموت بل يبقى حيا مصداقا لقوله تعالى:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" سورة (سورة آل عمران، الآية 169).

أما أعداؤهم فجبناء، يخافون الموت، وهذا مصدر ضعفهم، رغم قوة عتادهم وأسلحتهم، رغم استقوائهم بالغرب كله قال تعالى: " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" (البقرة: الآية 96) .

لهذا قدم الفلسطينيون دروسا في الثبات وقوة الإيمان، مما جعل الغرب ينبهر ويسعى لقراءة القرآن الكريم، ويبحث عن حقيقة الدين الذي منحهم كل هذه القوة وهذا الثبات.


انظر أيضا: فلسطين الأبية

الشعب الفلسطيني بين الخذلان العربي والهجوم الغربي

 

صبر أهل فلسطين والغزاويون على خذلان الحكومات العربية التي وضعت يدها في يد عدوها، فأضحت بطريقة غير مباشرة يدا أخرى تضاف ليد العدوان الإسرائيلي، بل من الدول العربية من دعم الصهاينة ضد أهل فلسطين، فعلا إننا نعيش أبشع مأساة في تاريخنا العربي الإسلامي، فبعد أن دجنوا شبابنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وطبعوا مع حكوماتنا لشل يدها وإلجام فمها، استفردوا بشعب أعزل منهوك هو الشعب الفلسطيني الذي يتنظر منا دعما ومساندة ونهضة.

 

أما الغرب المدعي لقيم الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان فقد وضع يده بشكل مباشر في يد الصهاينة وأيدهم ودعاهم لقصف غزة وقتل الأطفال في المخيمات والمستشفيات والمساكن، ضاربين بعرض الحائط كل شعاراتهم عن الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، ومبطلين لكل المعاهدات الدولية التي تنص على عدم قتل الأطفال، أو ضرب المستشفيات في الحروب، فاليوم تعيش فلسطين حرب إبادة جماعية، وتؤكد في الآن نفسه زيف القيم الغربية، وعلو شأن الدين الإسلامي الذي يحث على الصمود، وينهى عن قتل الأطفال والنساء والعجزة في الحروب، فقد كانت هذه أخلاق المسلمين في الحروب.

 

ففي هذه الحرب الطاحنة كشف وجه الغرب المتحيز البعيد كل البعد عن قيم الحداثة وقيم العدالة الحقيقية، أين قيم التسامح التي جعلوا منها شعارا عالميا يملأ مقررات مدارسنا، إنه مع الأسف الشديد سلاح فتاك لنخر قوانا وإضعافنا، فلا تسامح مع أعدائنا، لا تسامح مع من يهددنا، لابد لنا من الاستعداد دوما للمواجهة والنضال.

 لهذا ثارت شعوب الغرب على حكوماتها وأظهرت تضامنها مع الشعب الفلسطيني المطحون.

لهذا فرحنا ونحن نسمع الشعوب الغربية تتعاطف في مسيرات حاشدة تجوب العالم غربا وشرقا شمالا وجنوبا تندد بجرائم الكيان الصهيوني، تدعو لوقف المجازر والمذابح، في مسيرات مليونية.

 

 ختاما:

القصة الجميلة الهادفة التي قرأناها في صغرنا يجب أن تبقى درسا راسخا في عقولنا: " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، اليوم أنت تشاهد كمتفرج إخوانك في الدين والعروبة يذبحون بدم بارد، وغدا ستصبح أنت الفرجة، وأنت الضحية فأعد العدة حتى تصبح فرجة تقدم عبرا، وتدعو إلى الفخر.

الحل يكمن في التسلح وإعداد شبابنا للتجنيد والقتال، وتطوير أسلحتنا بكل أشكالها وأنواعها مصداقا لقوله تعالى: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" (سورة الأنفال، الآية 60) فشبابنا لا يجب أن يبقى منهمكا في الدراسة فقط والتحصيل العلمي، أو تعلم الحرف والمهن، بل يجب أن ينخرط في التدريب العسكري، إما كمادة دراسية مصاحبة لتعلماته، أو كتدريب خاص يؤديه في نهاية مساره الأكاديمي. 

 شعوبنا العربية عليها ان تتحد وتنسق فيما بينها، وتكون يدا واحدة على عدوها وإلا سنبقى أمد الدهر حاصدين للهزائم، تابعين للغرب، مدحورين أمام العدو، ولا سلام مع شعب عرف بخيانة العهود والمواثيق.

 

لك الله يا فلسطين الحبيبة، لك الله يا غالية على القلب، شهداؤك في الجنة، وقتلى عدوك في النار

 

تعليقات