القائمة الرئيسية

الصفحات

الحراك التعليمي لرجال التعليم في المغرب سنة 2023

الحراك التعليمي لرجال التعليم في المغرب سنة 2023:


تقديم


اليوم وبعد ما يزيد عن نصف قرن من الهدنة والصمت والخضوع للأوامر، ينتفض رجال ونساء التعليم انتفاضة الأبطال، انتفاضة أخرست ألسن الجميع، وأبهرتهم، انتفاضة شاملة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق إلى أقصى المغرب، فلم تبق مدرسة إلا شلت تماما، وأغلقت أبوابها، وبعد أن كانت المدارس منارات للعرفان، ومصانع للعقول، تحولت إلى أبنية مهجورة، يزورها التلاميذ كل جمعة وكأنها مقابر. فما السر في ذلك؟

انظر أيضا: صعوبات تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة


الحراك التعليمي لرجال التعليم في المغرب سنة 2023


 

محنة رجال ونساء التعليم في المغرب، وأسباب ثورتهم:

 

عانى رجال التعليم لسنوات طويلة من التبخيس الإعلامي لدورهم، باعتبارهم أس أي مشكل في البلد، فهم الذين يتقاعسون في أداء واجباتهم، وهم سبب فشل المنظومة التعليمية، وهم سبب تصنيف المغرب في ذيل لوائح دول العالم على مستوى التعليم، إذ أن التلاميذ لا يفقهون القراءة والكتابة باللغة العربية بسبب فشل المدرس المغربي في التبليغ والتدريس، متجاهلين أن الخطأ الجوهري يكمن في المناهج المهترئة، والمقررات المتجاوزة، والإسقاطات الغربية للنظريات التعليمية المستهلكة،    فالمنظومة التربوية المغربية انكبت على استنساخ برامج غربية غريبة وأسقطتها قسرا على المناهج الدراسية دون إعداد أوعدة حقيقية مما ساهم في إفشال المنظومة. 

انظر أيضا:الحراك التعليمي بالمغرب

ومن المشاريع التي فشلت المخطط الاستعجالي، وفشل برنامج التدريس بالأهداف وبيداغوجيا الكفايات، وغيرها من البرامج، مما انعكس سلبا على مردودية المدرسة العمومية.

من أبرز مظاهر المحنة أن التعليم أضحى في فترات زمنية متعاقبة مهنة من لا مهنة له، حيث أنه عرف بشكل كبير ما يسمى بالموظفين الأشباح، وهم أساتذة لا يشتغلون ولكنهم يتسلمون أجرتهم على رأس كل شهر، كما أنه قد تم إدماج ضحايا سنوات القمع والرصاص في التعليم، كتعويض لهم على سنوات الضياع، دون تأهيل أو تكوين، وكأن القسم والتدريس مسالة بسيطة، يكفي أن تكون حاملا لشهادة جامعية فتلجه بكل أريحية.

الإدماج المباشر  لحملة الشواهد العليا الذي افتقد التكوين والتأطير لهؤلاء الأساتذة، رغم شواهدهم العلمية إلا أن الأمر لا يغني عن التكوين والتأطير، لأن منطق القسم وتعلماته تختلف عن ما تلقنه الطالب في مؤسسته.

وجاء نظام التعاقد ليجهز على ما بقي من رمق للتعليم المغربي، حيث وضعت الوزارة المعنية شبابا وشابات مغربيات في مجال التعليم في وضعية هشة، وطلبت منهم ان يدرسوا الأجيال بكل تفان وإخلاص، في البداية دون تكوين أو تأهيل، ثم بعد ذلك تم يكوينهم في مدة وجيزة، لينتقلوا إلى سنة تقريبا من التكوين، ولكن النجاح مضمون، إلا في حالات نادرة رغم إمكانية ضعف الأطر المكوَنة، وعدم استحقاق الجميع الولوج للمهنة.

كما عانت المنظومة من نهب ميزانيات حددت لتجهيز المدارس، وتنفيذ المخططات كما أقر بذلك  الفاحصون للميزانيات ولجن المراقبة والمحاسبة، مما أثر سلبا على تجهيز المدارس ونجاعة المخططات.

عانى الأساتذة من كثافة المقررات الدراسية وعدم تجددها أو مسايرتها للعصر.

عانى الأساتذة من تشويه الصورة في الإعلام وووسائل التواصل الاجتماعي، وهزالة الأجرة، وتبخيس القيمة.  

 

ما الحل إذن:


فالمسؤولون يتحدثون عن الجودة ومدرسة النجاح، واليوم يتحدثون عن المدرسة الرائدة، ولكن دون تجهيز للمؤسسات والأقسام بالوسائل والآليات التكنولوجية الحديثة التي تجعل طبيعة التعلم تساير العصر وتواكب التطور، فالحل يتجلى في :

-       تجهيز الأقسام بسبورات إليكترونية، والمقررات الدراسة يجب أن تتحول إلى صيغة رقمية، يتنوع فيها السمعي مع المرئي مع المكتوب، وذلك لجلب اهتمام التلميذ من خلال اعتماد وسائل تعليمية يتفاعل معها. واضحى تغيير المقررات الدراسية  ضرورة حتمية لجعلها متفاعلة مع العصر الحديث، منسجمة مع تغيرات الزمن، تتناول مواضيع الساعة، ونقاش اللحظة، وتتطرق لآخر المستجدات الفكرية والعلمية والثقافية، فنحن الأساتذة ندرس اليوم نصوصا بائدة، ومواقف فكرية متجاوزة، وقضايا معرفية وعلمية قديمة. 

-       رفع أجرة المدرس 

-       تصحيح الصورة المهينة التي انتشرت بين افراد المجتمع.

-       العدالة والمساواة بين الأساتذة، فلا معنى لوجود متعاقد ورسمي داخل منظومة واحدة، بل الكل يجب أن يكون مرسما.

تعليقات