القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تعلم أن من حق الطفل العيش في أسرة شرعية طبيعية؟

هل تعلم أن من حق الطفل العيش في أسرة شرعية طبيعية؟

هل تعلم أن من حق الطفل العيش في أسرة شرعية طبيعية



1- من حق الطفل النشأة في أسرة طبيعية، ترعى حقوقه.

يتمتع الطفل وفق أحكام القرآن بعدة حقوق تكفل له الرعاية والأمان حتى البلوغ، ويؤكد ذلك قول الله تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك"

وحتى بالنسبة للوارث في الإسلام فله نفس الواجبات " وعلى الوارث مثل ذلك"، وهو عنصر مهمل في التشريعات والقوانين، داخل البلدان الإسلامية، ولابد من تصحيحه، فليس من حق الوارث التمتع بالإرث فقط بل يجب أن يلزمه القانون وفق الشرع بنفس واجبات الآباء من كسوة ونفقة ورعاية وحماية.

وتعتبر الأسرة الطبيعية السوية المنسجمة مع الفطرة البشرية الوعاء الحاضن لهذا الطفل، ومن ترعى حقوقه بامتياز، فالأم والأب مصدران أساسيان للحنان والحب والرعاية. بوجودهما معا يتحقق للطفل الأمان النفسي، والتوافق الروحي، والتربية السوية. وحضور نموذج أسرة مثلية كما هو الشأن في الغرب، من شأنه أن يخل بهذا الانسجام، ويدفع نحو الاضطراب والتوتر، بل وانحراف السلوك في المستقبل. لهذا تعتبر كفالة طفل من طرف أسرة مثلية جريمة في حق هذا الأخير. لأن الأساس غير السليم تكون نتائجه سيئة بالضرورة.

2-حق الطفل في النشأة داخل أسرة شرعية، رباطها الزواج المقدس لترعى حقوقه 

ولعل أكبر حق يجب أن يتمتع به الطفل أن ينشأ من علاقة زوجية شرعية، لتكفل حقوقه الإنسانية، وينسب لهويته الأصلية. أما عندما نفتح الباب أمام العلاقات الجنسية غير الشرعية، في إطار ما يصطلح عليه بالحرية الجنسية، فنحن نمنح حق المتعة الجنسية المفتوحة، ونغبن حق الطفل الناجم عن هذه العلاقة، لأنه يظل أبد الدهر، حاملا على كاهله حصرة نسبه المجهول، شاعرا بالتيه والضياع بسبب متعة جنسية عابرة. وهذا ما يبرر حرمة العلاقة الجنسية غير الشرعية في الإسلام، واعتبارها من الكبائر" لا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا"، فالحرية عندما تؤذي الآخرين تصبح جريمة أخلاقية "حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين". خاصة إذا كان هذا الآخر إنسانا، من حقه أن يعرف أصوله، وأن يعيش حياة طبيعية بين أب وأم حقيقيين.

وجدير بالذكر هنا أن الطفل يحتاج إلى من يرعى حقوقه  رعاية متكاملة من نوعين بشريين مختلفين، فما يمكن أن يؤديه الأب، تعجز عنه الأم، والعكس صحيح، لهذا يحتاج الطفل إلى رعاية مزدوجة لتحقيق الإشباع العاطفي والفكري، والتوازن النفسي، أما عندما يكبر في أسرة مثلية فإننا نحكم عليه بالنقص وعدم التوازن. 

3-يجب أن تراعي المواثيق الدولية حق الطفل في النشأة داخل أسرة طبيعة ترعى حقوقه  

إن المواثيق الدولية لحقوق الإنسانية عندما تنسجم مع الفطرة السوية في قوانينها، ترقى بالإنسان إلى أعلى المراتب، أما عندما تهوى به  لتلبية شهوات ونزوات سطحية آنية، فهي تدمر الإنسان وتنزل به إلى القاع، وتنزع عنه جوهر إنسانيته وآدميته السوية. لهذا يبقى الإسلام راقيا في قوانينه وأحكامه، لأنه بقي منسجما مع الفطرة السوية في تصوره للأسرة المبنية على المودة والرحمة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"

فهل من دين أو شريعة رعت حقوق الطفل كما رعاها الإسلام؟ عندما كفل للطفل حق الحياة، ذكرا وأنثى، وحق الرضاعة، وحق الإرث...وحق العيش في أسرة كريمة تحقق له الأمن والاستقرار، لهذا حرم الله الزنى، فالطفل اللقيط يرمى في المزابل والمراحيض دون رحمة، ويحمل عارا لصيقا به طوال حياته، عار لا ذنب له فيه، وحتى إن وجد صدفة، ونجا من الهلاك المحقق وأخذته دور الرعاية، فهي تبحث له عن أسرة بديلة، لأنها تعي تماما أنها الوحيدة الكفيلة بمنحه الحب والأمان الذي يحتاجه، وإلا تحول إلى إنسان شرس حاقد، يحمل في ثنايا نفسه قنبلة كفيلة بتفجير وطن وأمة.



تعليقات