تحضير جذاذة " في الليل" لبدر شاكر السياب، الثانية بكالوريا آداب وعلوم إنسانية، كتاب في رحاب اللغة العربية
مستوى:الثانية بكالوريا آداب
المكون: النصوص
الموضوع: في الليل
المجزوؤة الثانية: تكسير البنية وتجديد الرؤيا.
تحضير درس في الليل لبدر شاكر السياب
الكفايات المستهدفة:
v ـ تواصلية : التواصل مع أنماط من النصوص الشعرية والنثرية الحديثة.
v ـ منهجية : توظيف القراءة المنهجية وتحديد الإشكالات وتفكيك الخطاب.
v ـ ثقافية : تعرف مسار تطور الشعر العربي الحديث .
v - استراتيجية: تكوين الحس النقدي في إطار التكوين الذاتي للشخصية.
الأنشطة التعليمية التعلمية الحصة : الأولى
جذاذة " في الليل" لبدر شاكر السياب
المراحل | الأنشطة التعليمية | المحتوى التعليمي التعلمي | التقويم |
التمهيد | تشخيص المكتسبات السابقة | - ذكرنا بأبرز خصائص الشعر الحر - من هم أبرز رواد الشعر الحر( بدر شاكر السياب – محمود درويش – نازك الملائكة...) | تقويم تشخيصي |
تأطير النص وتقديمه | تقديم النص وتأطيره : |
جذاذة " في الليل" لبدر شاكر السيابتقديم النص وتاطيره :
إذ ا كان الاتجاه الرومانسي قد زرع البذور الأولى للتجديد في الشعر العربي الحديث، فإن حركة الشعر الحر قد خطت خطوات كبيرة نحو تكسير بنية الخطاب الشعري القديم، وقد أسهمت عوامل تاريخية واجتماعية وثقافية في بلورة هذا الخطاب، فهناك نكبة فلسطين سنة 1948 ما صاحبها من شعور باليأس والإحباط والغربة والشك، أضف إلى ذلك حب الشاعر في أن يسبح كما قال صلاح عبد الصبور في بحار المعرفة السبعة لا يهدأ مجدافه ولا ينطوي شراعه. ومن الشعراء الذين مثلوا هذه الحركة: نازك الملائكة ، عبدالوهاب البياتي ، بدر شاكر السياب الشاعر العراقي ولد بقرية جيكور جنوب البصرة سنة 1926عرف اليتم والفقر والغربة والملاحقات السياسية كما عانى من ذمامة الخلقة وآلام المرض وفي سنة 1960 رحل إلى لندن طلبا للعلاج توفي بالكويت عام 1964 وقد مرت حياة السياب الإبداعية بأربعة مراحل: المرحلة الرومانسية –المرحلة الواقعية – المرحلة الثورية – المرحلة الذاتية: وهي مرحلة اشتداد المرض على السياب وإحساسه بقرب الوفاة بسبب فشل كل المحاولات العلاجية. وهذه المرحلة الأخيرة حافلة بمشاعر الخوف والحزن والتشاؤم تقف فيها الذات في مواجهة المصير الإنساني المحتوم وهو الموت. فماهي التجربة المعبر عنها؟ وإلى أي مرحلة تنتمي هذه القصيدة؟ وما الخصائص الفنية الموظفة لإضاءة هذه التجربة؟
| تقويم مرحلي |
ملاحظة النص وبناء فرضيته | ملاحظة العنوان وبعض مؤشرات النص، ثم بناء فرضيته.
| أنشطة القراءة: جذاذة " في الليل" لبدر شاكر السيابالملاحظة: من خلال تأملنا للعنوان نجد انه جاء شبه جملة يحيل إلى فترة زمنية أما السطر الأول فيحيل إلى المكان، من هنا نلامس أن هناك علاقة تكاملية بين العنوان والسطر الأول تتمثل في تحديد الإطار الزماني والمكاني وما يخلفانه في آثار سلبية على نفسية الشاعر مثل الوحدة والعزلة والصمت. ومن خلال ملاحظتنا لمعمار القصيدة نجد انه احدث قطيعة مع الشعر القديم فقد بني على نظام الأسطر بدل نظام الشطرين وعلى تنوع القافية بدل القافية الموحدة. من خلال هذه المنطلقات نفترض أن القصيدة تعبر عن مشاهد مليئة بالحزن والمعاناة.
| تقويم مرحلي |
الفهم |
| الفهم: من خلال قراءتنا للقصيدة نجد انها تنتمي إلى المرحلة الذاتية في حياة السياب والتي تعكس حالة المعاناة التي كان يكابدها خلال السنوات الأخيرة من حياته مع المرض عندما كن يتلقى العلاج في مدينة لندن 27-2-1936 لكن تفاقم الآلام جعلته يتشوق إلى الموت ويرغب فبه باعتباره خلاصا ونهاية من لهذه الأحزان ، متطلعا إلى ملاقاة امه المتوفاة سنة 1932. وقد تضمنت القصيدة ثلاثة مقاطع. المقطع الأول من السطر الأول إلى السطر الثاني عشر وفيها يبرز الشاعر حالته النفسية والجسدية داخل غرفة المستشفى حيث الوحدة والعزلة وغياب الأصدقاء والزيارات. المقطع الثاني: من السطر الثالث عشر إلى السطر الثاني والثلاثين وفيه يدخل الشاعر عالم الوهم والخيال من خلال استرجاع ذكرى امه وإجراء حوار معها أبرز الشاعر من خلال رغبته الشديدة في الموت تخفيفا من آلامه كما استحضر بعض صور الطبيعة ليؤكد من خلالها على أمنيته في أن تكون وفاته في موطنه الأصلي حيث يتكفل الديك بالإعلان عن نبا وفاته وقد استغل الشاعر هذه المرحلة لإبراز وضعه الاجتماعي من خلال الحديث عن حالة الجوع والعطش ورث الثوب. المقطع الثالث : السطران الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون: وفيه يعبر الشاعر عن استسلامه وتطلعه غلى العالم الآخر حيث الأم الرفيق والأنيس.
| تقويم مرحلي |
الأنشطة التعليمية التعلمية: الحصة الثانية
جذاذة " في الليل" لبدر شاكر السياب
المراحل | الأنشطة التعليمية | المحتوى التعليمي التعلمي | التقويم |
التحليل | تحليل النص من خلال استخراج المتعلمين للعناصر التالية:
-الحقول الدلالية -الصور الشعرية -الأساليب -البنية الايقاعية: الداخلية والخارجية. | التحليل : الحقول الدلالية:
عبر الشاعر معاناته مع المرض وعن تجربة نفسية حزينة، وبذلك زاوج بين حقلين دلاليين: حقل الزمان: الليل- الزمن- يوم الحشر ....زمن المستقبل: ستقول.. حقل المكان: الغرفة موصدة- مفزع بستان- الشباك- الباب المرصود.. وكلا الحقلين يرتبطان بالحزن والموت والأسى، لذا تربطهما علاقة انسجام وتوافق، حيث يتميز المكان بالصمت والفراغ والمكان بالسواد والكآبة.
الصورة الشعرية:
الصور الشعرية تتوافق مع تجربته النفسية: 1- فهناك الاستعارة ومن أمثلتها ( الصمت عميق) حيث شبه الشاعر الصمت بالمياه -( رب طريق يتنصت لي ) حيث شبه الطريق بالإنسان - ( المقبرة الثكلى ) شبه المقبرة بالأم التي فقدت أحد أبنائها 2- وهناك أيضا التشبيه (أثوابي كمفزع بستان) 3-الكناية (ستائر شباكي مرخاة ) كناية عن العزلة والوحدة . الرمز: وظف الشاعر بعض الرموز لإغناء الوظيفة التعبيرية: - فهناك (الليل) الذي يرمز إلى الخوف والحزن. - الكفن واللحد الذي يرمز إلى الموت . - الأم ترمز للأرض وذكرى الموت على اعتبار أنها متوفية. وقد أدت الصور الشعرية هنا وظيفة نفسية تأثيرية الغرض منها التعبير عن نفسية الشاعر الحزينة، وكذا التأثير في المتلقي من خلال إشراكه للإحساس بمعاناته. الأساليب:
زواج الشاعر بين الأساليب الخبرية والإنشائية: الخبرية مثل : الغرفة موصدة الباب- الصمت عميق.. وقد وظف الشاعر هذه الأساليب للإخبار عن معاناته النفسية. الأساليب الإنشائية: - تتجلى في الاستفهام ( أتقتحم الليل؟ أتأكل من زادي؟ ) - الأمر: تعال – نم وقد وظف الشاعر هذه الأساليب للتعبير عن قلقه واضطرابه النفسي وحزنه.
البنية الإيقاعية
الخارجية: معمار القصيدة بني على نظام الأسطر المتفاوتة في الطول والقصر كما أن كل سطر له علاقة بالسطر الذي قبله والذي يليه والملاحظ أن السطر الأول تضمن أربع تفعيلات والسطر الثاني تفعيلتين، مع اعتماد تفعيلات بحر المتدراك(فاعلن) الغرفة موصدة الباب الغرفة موصدة لباب / 0 / 0 / / /0 / / / 0/0/0 فاعل / فعلن / فعلن / فاعل والصمت عميق وصصمت عميق /0/0///0 فاعل / فعلن وقد تحققت الوقفتان العروضية والدلالية في السطر الأول والثاني.
كما نجد تنوع القوافي فهناك القافية المتتابعة في السطرين السادس والسابع ورويها الدال ثم الأسطر الثامن والتاسع والعاشر ورويها القاف. القافية المركبة السطر الأول والخامس ورويها الباء.
البنية الإيقاعية الداخلية:
نجد تكرار الأصوات ( الباء ، الدال، النون. السين) وهذه الحروف تجمع بين الهمس والجهر وهذا يدل علىمما يعبر على نفسية الشاعر الحزينة التي تريد التخلص من المعاناة والعزلة، هذا إلى جانب تكرار اللفظة الواحدة : الليل، المقبرة، الوهم ثم تكرار العبارة الواحدة : الغرفة موصدة الباب، وقد أدى هذا التكرار وظيفة معنوية تتمثل في تأكيد المعنى، ووظيفة فنية حيث أضفت على القصيدة طابعا جماليا وأحدث التكرار جرسا موسيقيا في القصيدة.
| التقويم المرحلي |
التركيب | تركيب أهم العناصر المستخرجة في الفهم والتحليل مع التعليق عليها. | تركيب:
بناء على ما سبق، نستنتج أن قصيدة تكسير البنية قد تجاوزت كل من إحياء النموذج وسؤال الذات، فالقصيدة تعبر عن التجربة الذاتية للشاعر التي تزخر بمشاعر الخوف والحزن والمعاناة، وهي تجربة تنطلق من معاناة واقعية عاشها الشاعر مع المرض، لهذا وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية النابعة من الواقع والمعبرة عن تجربته الذاتية، لهذا زاوج بين حقلين الزمان والمكان المرتبطين بالحزن والعزلة والموت، ونوع بن أساليب خبرية وإنشائية للتعبير عن قلقه واستشرافه للموت، وذلك في قالب جديد حيث استبدل البيت الشعري بالسطر الشعري، والقافية الموحد ة بتعدد القوافي، كما اعتمد موسيقى داخلية قائمة على التكرار، وهذه الخصائص تتعارض مع الشعر العمودي الذي ميز التجارب الشعرية السابقة. وهكذا تحققت الفرضية وأكد الشاعر معاناته الخاصة التي دارت حول الموت، وهذا ينسجم مع قول المجاطي في حديثه عن السياب:" فقد ظل يعتقد بأن الخلاص لا يكون إلا بالموت".
| تقويم نهائي |
تعليقات
إرسال تعليق