القائمة الرئيسية

الصفحات

تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية


تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية 

المستوى: الثانية  بكالوريا آداب

المكون: النصوص

الموضوع: أثريت مجدا


الأهداف التعليمية والكفايات المستهدفة: - تواصلية:-تذوق الشعر العربي ، والتواصل مع نموذج مدرسة البعث   والإحياء

                                             - منهجية: -ضبط منهجية تحليل النصوص الأدبية




                  

الأنشطة التعليمية التعلمية

 

المراحل

الأنشطة التعليمية

المحتوى التعليمي التعلمي

التقويم

التمهيد

تشخيص المكتسبات السابقة

التذكير باهم خصائص شعر الانبعاث حسب ما ورد عند محمد الكتاني في نصه النظري

تقويم تشخيصي

تأطير النص وتقديمه

تقديم النص وتأطيره 

تقديم وملاحظة

(تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية)

عاشتْ القصيدةُ العربيةُ قبلَ عصرِ النهضةِ فترةَ سباتٍ وجمودٍ أَوْدَتْ بها في مهاوي الرداءة والغثاثة، فغلبتْ عليها الصنعة اللفظية والنزعة البديعية، وصار الشعرُ بهما وقتئِذٍ مجردَ ملهاة وتسلية وتلاعبٍ لفظي إلى أن أشرقتْ عليه شمسُ النهضةِ التي عمّتْهُ بنورها الوهّاج، فاستفاق من سُباتهِ الطويل لمَّا وجد دماءَ البعث والحياة بدأت تسري في عروقه، فغدا شعرا قويا ناضجا بالغا مرقاة التمام، وقد انتهج رواد هذه الحركة الشعرية التي اصطُلِحَ عليها بإحياءِ النموذج طريقة القدماء في النظم والتعبير من خلالِ استعادةِ تقاليدِ القصيدة العربية القديمة بكل شروط إنتاجها الفني والجمالي مَتْنًا وشَكْلاً كما حددها عمودُ الشعر، وقد تزعم هذه المدرسة الشعرية شعراء كبار أمثال أحمد شوقي وحافظ ابراهيم ومحمود سامي البارودي الذي يعد رائد هذه المدرسة وشاعرها الكبير لِما تميز به شعره من بلاغة وبيان وقوة في البناء والإيقاع.. ويُعتبر نصه - قيد الدرس - واحدا من إبداعاته المميزة التي تدل على قوة شاعريته وبراعته في النظم والتعبير، فإلى أي حد سيُبرزُ من خلاله خصائص خطاب البعث والإحياء..؟ وما المقومات الفنية والجمالية التي اعتمدها فيه..؟

 

تقويم

مرحلي

ملاحظة النص وبناء فرضيته

ملاحظة العنوان وبعض ابيات القصيدة

 

ملاحظة النص:

(تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية)

عنوان النص في تركيب فعلي، تألف من الفعل "أثرى" الذي يدل على الغنى والنماء والكثرة، وفاعل ورد على شكل ضمير متصل "التاء المتحركة" يعود على الشاعر، ومفعول به "مجدا" الذي يحيل على الرفعة والعز والشرف وكذا المكارم المأثورة عن الأباء والأجداد، وهو عنوان دال يؤشر في عمومه على اعتداد الشاعر بنفسه من جهة، وعلى الاقتداء بالسلف والسير على نهجهم في نظم الشعر وصناعته من جهة ثانية، فإلى أي مدى سيعكس العنوان مضمون النص..؟

وبالاستناد إلى المؤشرات النصية الدالة من قبيل: العنوان ودلالته، وصاحبه وإضاءته "قال محمود سامي البارودي وهو بجزيرة سرنديب" فضلا عن شكله الطباعي والبيتين الأول والأخير منه، إلى جانب ما توحي به الأبيات الآتية تواليا؛ الثالث عشر والخامس عشر والتاسع عشر.. نفترض من كلِّ هذا أننا أمام قصيدة شعرية تقليدية عمودية تندرج ضمن شعر إحياء النموذج، سَيُعبر فيها الشاعر عن حنينه وشوقه لأهله ووطنه وهو بأرض المنفى، وعن موقفه من الحياة والناس، فإلى أي حد ستصح هذه الفرضية.. ؟

 

تقويم 

مرحلي

الفهم


قراءة جيدة للنص وشرح مستغلقاته وصياغة أهم مضامينه

 


فهم النص

(تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية)

يتمفصل المحمول الدلالي لهذا النص الشعري كالآتي

الوحدة الأولى: (1 إلى 2) يعرب فيها الشاعر عن بكائه وهو يكابد آلام الشوق والحنين لبعده عن الأهل والأحباب.

الوحدة الثانية: (3 إلى 5) يلتمس فيها الشاعر من عذاله عدم لومه لأنه عاجز عن كتمان مشاعره.

الوحدة الثالثة: (6 إلى 10) وفيها يبرز الشاعر صنيع الدهر به، وكيف أجج لواعج الشوق والغرام لديه، مضاعفا بذلك آلامه ومعاناته.

الوحدة الرابعة: (11 إلى 14) جعلها الشاعر للإفصاح عن ازدياد شوقه ولوعة حنينه إلى الأهل والأحبة والوطن بفعل الوحدة والاغتراب

الوحدة الخامسة: (15 إلى 20) افتخر فيها الشاعر بنفسه وأبرز من خلالها كبرياءه الصامد في وجه الدهر وصروفه، قبل أن يؤكد من خلالها على أن غدر الزمان لا يدوم على حال، وأن الحياة بعد كدرتها لا بد أن تؤول إلى صفاء.

----<< من خلال تأملنا في الوحدات الدلالية أعلاه يظهر لنا جليًّا التناسب الحاصل بين تعدد الأغراض التي انطوى عليها النص "الشكوى - الاستعطاف - الفخر - الحكمة" والمواقف النفسية التي كانت تنتاب الشاعر وهو بأرض المنفى، مما يدل على تأثر الشاعر بالقدماء وتقليده الواضح لهم في هذا الجانب.

 



تقويم مرحلي

التحليل

تحليل النص من خلال استخراج الحقول الدلالية والصورة الشعرية

والبنية الإيقاعية والأساليب

تحليل النص

(تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية)

المعجم

توزع معجم النص بين حقلين دلاليين، نستعرضهما كالآتي

الحقل الدال على المعاناة: دمع، مقلة، مكتئب، مكابدة، لواعج، ظلمة الشك، النُّوَب، أبيت في غربة...

الحقل الدال على الصبر والتفاؤل: أثريت مجدا، لم أعبأ، لا يرد الخوف بادرتي، لا يحيف الغضب، ملكت حلمي، تصفو الليالي...

إذا تأملنا ألفاظ وعبارات الحقلين الدلاليين أعلاه سنجد بينهما علاقة سببية تجسد الترابط الموجود بين الصبر والتفاؤل اللذين اتخذهما الشاعر سبيلا لتجاوز معاناته النفسية التي كان يعيشها في المنفى.. وجدير بالذكر الإشارة هنا إلى أن هذا النص الشعري قد تخللته ألفاظ كثيرة اتسمت بحمولتها التراثية، وهذا أمر يُبرز مدى تقليد البارودي لمن سبقوه في اختياره للألفاظ التي بنى بها قصيدته هاتهمنها: منازل/أخا العذل/ الحشا/ مكابدة الأشواق..

الصور الشعرية

وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية في ترجمة التعبير عن أحاسيسه ومشاعره التي كانت تعتمل بين جوانحه بسبب حنينه وشوقه لوطنه وأهله، ولتقريب القارئ مما كان يعانيه من غربة ووحدة في أرض المنفى بطريقة فنية وجمالية، سعيا منه للتأثير فيه من أجل شده إلى عالم النص وما يحيل عليه، ومن الأساليب البيانية التي توسل بها لهذا الغرض نذكر

التشبيه؛ وقد ورد في قوله

• " الحب سلطان له الغلب " للدلالة على التحكم والغلبة.

• " كأن قلبي إذا هاج الغرام به.. طائر في الفخ يضطرب"

 لبيان سرعة الحركة والاضطراب.

• " كأن ما بين قلبي والهوى نسب " لإبراز الترابط والتلازم الحاصل بينهما.

الاستعارة؛ ومن أمثلتها قوله

• " عقل يستضيء به" استعارة مكنية للدلالة على الهداية، حذف المشبه به وهو العقل بالضوء والنور.

• "غرض للدهر يرشقه" استعارة مكنية تحيل على إلحاق الأذى.المشبه به محذوف: الإنسان، فالإنسان هو الذي يرشق

• " بأسهم ما لها ريش ولا عقب" استعارة تصريحية تبرز قسوة المصائب، حيث شبه المصاب بالأسهم وحذف المشبه وذكر المشبه به، الأسهم.

-إذا تأملنا الصور الشعرية التي وظفها الشاعر في هذه القصيدة تتبين المحاكاة والطابع الحسي للصور الشعرية

البنية الأسلوبية للنص

جمع الشاعر في قصيدته بين الأسلوبين الخبري والإنشائي، حيث وظف الأول للإخبار عن معاني الأسى والألم التي كان يعيشها بأرض المنفى، إلى جانب الافتخار بماضيه وتطلعه إلى المستقبل.

 ومن أمثلة الأسلوب الخبري المهيمن في النص قوله: " لكل دمع جرى من مقلة سبب.. - سوف تصفو الليالي بعد كدرتها... - أما االأسلوب الإنشائي فقد وظفه  للتعبير عن حالته النفسية ومشاعره العاطفية التي كانت تنتابه كلما ذكر أهله ووطنه، ومن صيغه نذكر ما يلي:

النداء: يا أخ العذل.. 

النهي: لا تعجل علي بلائمة.. 

الاستفهام: كيف يملك دمع العين.. - كيف أكتم أشواقي..

الشرط: لولا مكابدة...ما ...

 

وقد اقتفى  الشاعر محمود سامي البارودي  أثر القدماء على مستوى البناء الأسلوبي في نظم الشعر وصناعته، وهو ما يؤكد المحاكاة للنماذج القديمة.

البنية الإيقاعية

على مستوى إيقاع القصيدة الخارجي: نلمسه في وحدة البحر الشعري الذي نظم عليه الشاعر قصيدته، وهو بحر البسيط الذي يمتاز بتعدد تفعِلاته وطول نفسه:

(مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن)، مما يجعله مناسبا لموضوع القصيدة، إلى جانب وحدة القافية المتراكبة ( /0///0 ) والروي المطلق ( حرف الباء ) إضافة إلى تصريع المطلع من خلال المساواة التي جعلها الشاعر بين العروض والضرب ( فعِلن = فعِلن )

إيقاع داخلي: تحقق هذا النوع من الإيقاع في هذا النص الشعري من خلال ظاهرتي التكرار والتوازي اللتين اعتمد عليهما الشاعر لإضفاء طابع موسيقي على قصيدته التي عكس فيها تجربته النفسية لما كان بأرض المنفى، وفيما يلي رصد موجز لمظاهره كالآتي:

على مستوى التكرار: نجده في الحروف مثل: " الميم والسين والشين واللام والصاد والياء والباء." وهي من الحروف المهموسة، وقد هيمنت على النص تماشيا مع حالة الحزن واليأس والشكوى والمعاناة التي كان يعيشها الشاعر ويَئِن بها في منفاه..

 كما نجد هذا التكرار أيضا في اللفظة الواحدة مثل تكراره لكلمات " دمع - قلب - نفس... " وهو تكرار يؤكد كما الحروف السابقة على الحالة النفسية الكئيبة للشاعر بسبب مشاعرالغربة.

 

على مستوى التوازي: نلمس هذا الأسلوب في مواضع كثيرة داخل هذا النص الشعري، خاصة الصوتي منه، وكذلك التركيبي الجزئي(البيت 18)، فضلا عن الدلالي الذي ورد بصيغتي الترادف ( البيت العاشر(الحب-الهوى ) والتضاد (البيت 14-16- )

الطباق: تصفو / كدرتها)-(تسر / يكتئب)

 

 

 

 

تقويم مرحلي

التركيب

تركيب معطيات النص 

التركيب

(تحضير جذاذة الثانية بكالوريا آداب، أثريت مجدا ، لمحمود سامي البارودي، في رحاب اللغة العربية)

بناء على ما سبق نستنتج أن البارودي استطاع في هذا النص الشعري محاكاة نموذج القصيدة العربية، سواء على مستوى الشكل في نظْمِه لعمود الشعر العربي وأصوله المحددة، أو على مستوى المعانيٍ الشعرية الأصيلة حيث وزعها على أغراض متعددة، كما اعتمد معجما شعريا تخللته ألفاظ كثيرة تميزت بالجزلة والرصانة، وصورا شعرية تقليدية هيمنت ذات طبيعة حسية تجسدت في التشبيه والاستعارة ، هذا إلى جانب بنية أسلوبية جمع فيها بين ما هو خبري وما هو إنشائي وأخرى إيقاعية التزم فيها بوحدة البحر الشعري والقافية والروي واستقلال البيت مع الاستعانة ببعض الظواهر اللغوية ذات الطابع الموسيقي مثل التوازي والتكرار.

وهكذا نؤكد صحة الفرضية التي طرحناها في مستهل دراستنا لهذا النص وذلك بانتمائه إلى خطاب إحياء النموذج وبحديث الشاعر فيه عن معاناته النفسية بأرض المنفى واشتياقه الكبير لأهله ووطنه، وكذا صبره وتفاؤله بتغير أوضاع، كما تبين لنا من خلال تحليل القصيدة مدى تفوق البارودي في النسج على منوال القدماء شكلا ومضمونا.

تقويم 

نهائي

تعليقات