هل الزمان هو الذي تغير أم تغير الإنسان سنة 2022؟
زيارة الزمان للإنسان 2022
زارنا الزمان فوجدنا في حسرة نبكي ما مضى من أيامنا الجميلة، فقال متألما:
-"ما لي أرى الحسرة تملأ وجوهكم، والغم يسكن قلوبكم"
أجبته والدموع تنهمر كالسيل من جفوني:
-" تغيرت يا زمان، لقد تحولت فيك المحبة إلى كره، وتحول الود إلى نفاق، وتحولت فيك القيم النبيلة، إلى ذكريات من الماضي البعيد، لم يعد الصديق صادقا كما كان، ولا الحبيب وفيا لحبيبه كما كان في سالف الزمان، الغدر والخيانة أضحيا هما القانون الذي يحكم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، أما المصالح فهي السيد في كل علاقة، وهي صاحبة الصولة والصولجان"
رد الزمان بعيون حائرة، وقال مستغربا:
- "الزمان هو الزمان، لا زال الليل يعقبه النهار، والسماء تشكل سقف الأرض، والجبال تشد الأرض كالأوتاد، والبحر يغذي الكون بسمكه الطري، ويضفي الجمال والرونق على هذه البسيطة، لا زالت الشمس وفية، تشرق كل صباح، لتملأ الكون بهجة ودفءا وضياء، لازالت النجوم تتلألأ في السماء، والهضاب والسهول والأودية، تغطي الأرض بأبهى حلة، تتنوع بين خضراء، وحمراء وصفراء، لا شي تغير، من تغير حقا هو الإنسان، أما الزمان فهو الزمان!
واذكر هنا قصيدة الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
![]() |
زيارة الزمان سنة2022 |
الشر والخير طبيعة الإنسان منذ زمان قبل 2022
تساءلت:
- "أليس الإنسان جزءا من هذا الزمان"
-" لقد خلق الإنسان في هذا الزمان، شأنه شأن من سبقه فيما مضى من سالف العصر والأوان"
- "أكيد هناك عوامل ساهمت في تحول الإنسان، يا زمان في هذا الزمن، لقد تاه الإنسان، وضاع. بين فتن هذه الحياة، فالتكنولوجيا قتلت براءة الأطفال، وعلمتهم القبح والعنف، وكل ما لذ وطاب من صنوف العبث وقلة الاحترام، أما نساؤنا فالعديدات منهن ، لم يعد للحياء بينهن مقام، فبين روتيني اليومي، وقنوات اليوتوب، تبجحن بأقبح الأفعال والأقوال، ورجالنا باعوا الشرف في سوق النخاسة بالمجان، فالعديد منهم تساوى عنده الحلال بالحرام، و…"
- "ما هذا التشاؤوم يا إنسان هذا الزمان، لماذا تنظر فقط للجانب الأسود في كل شيء، حتى غمر الحزن قلبك، ودمعت عيناك، وأضحيت فريسة للاكتئاب واليأس، واستولى عليك الشيطان. انظر معي إلى الجانب المضيء، المشرق من هذا الزمان."
-"أرني هذا الجانب المضيء الذي لا ألمح له مكان ، عساني أهتدي إلى الرشد، أو أغير نظرة التعاسة والاكتئاب"
-" الزمان هو الزمان، ومن الأزل والفساد يعم البسيطة، والإنسان يمحق أخاه الإنسان، لم تكن حينها، لا تكنولوجيا، ولا أي شيء يفتن الإنسان، ولكن الغدر دوما كان سلطان الزمان، والعهر والفساد طبيعة المرء، منذ سالف العهد، وقبل الآن، وبهذا حدثت ربها ملائكة الرحمان:”أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " البقرة 30، معنى هذا أن الله يعلم طبيعة الإنسان ، ورغم ذلك خلقه ليعمر الأرض، رادا على ملائكته" قال إني أعلم ما لا تعلمون" إنها الحكمة الإلهية في خلق الإنسان، شر وخير، إلى أن يفنى الزمان."
التحدي المناسب لكل زمان قبل وبعد 2022
أكدت قائلا:
-" لكن الفتن زادت حدة في هذا الزمان"
- " لكل زمن فتنه، التحدي أن تحول وسيلة الشر نحو الخير دوما، أن تحول التكنولوجيا لخدمة الإنسان، أن تحارب الغدر بالخير، وأن تزرع بدل الشوك ورودا، ونباتا ينفع الإنسان، أما الحياة فدوما مليئة بالإيجابيات والسلبيات، بالخير والشر ، بالسعادة والشقاء، والتحدي أن تتقبلهما معا، في كل زمان ومكان.، وتتعايش معهما كما هما، فقد يا يأتي أحدهم في زمن مستقبلي، ويتحدث عن زماننا بالخير، ويلعن زمانه في الآن نفسه، الخير كل الخير أن تكون إيجابيًا، محافظا على المبادئ الأساسية، أما مايخص الزمان فيبقى رهين وقته، ويوما ما سيصبح في خبر كان"
تعليقات
إرسال تعليق