القائمة الرئيسية

الصفحات

صباح السعادة: كيف تكون سعيدا سنة 2022،بمناسبة اليوم العالمي للسعادة:الإيجابية أن تفعل ما تريده أنت لتحقيق السعادة، سنة 2022

صباح السعادة: كيف تكون سعيدا سنة 2022،بمناسبة اليوم العالمي للسعادة:الإيجابية أن تفعل ما تريده أنت لتحقيق السعادة

تقديم  (السعادة)

قد يسأل سائل ونحن في السنة الثانية والعشرين من القرن الواحد والعشرين،  ما هو تعريف السعادة، إنها بكل بساطة الشعور بنشاط داخلي، ومرح نفسي، ومزاج معتدل،  وبهجة وسرور، ولن يتأتى ذلك إلا بشعور الرضى، والقبول، قبول الذات أولا، وتقبل الواقع ثانيا، هذا الواقع الذي لا يفرض، ولكننا نختاره، وإذا وجدنا وضعا لا يرضينا، فنحن نسعى لتغييره حتى ينسجم مع ذواتنا، لنشعر بالسعادة، وإذا كنت مسلما تضاف لك سعادة أخرى،  وهي السعادة في إرضاء خالقك، كما أن السعادة لا يمكن أن تتحقق إلا بإشباع ذواتنا، وإرضاء نفوسنا، وتحقيق أحلامنا الذاتية. 

1- السعادة مطمح الإنسان من الأزل شغلت الفلاسفة وفطرنا الله عليها

 (السعادة)

السعادة مطمح الذات الإنسانية منذ الولادة، فالإنسان يسعى دوما للسعادة، وكل شخص وسعادته، أو بصيغة أخرى كل واحد منا يجد سعادته بشكل مختلف عن الآخر، فالسعادة سعادات، نعم هناك عناصر مشتركة، كفيلة بأن تسعد كل إنسان، مثل المال، والصحة، ولكن تبقى هناك خصوصيات، تميز كل فرد على حدة وتجعل سعادته في شئ مختلف، فهناك من يجد سعادته في العمل، وآخر في الخير والتعاون، وآخر في مشاهدة شيء يروقه، وآخر في مهنة محددة بذاتها، وآخر في السلطة، وآخر في مديح الناس، وآخر في التعالي على الناس....

والسعادة فكرة شغلت الفلاسفة منذ القدم، واعتبروها مطمحا وغاية قصوى، يسعى لها كل فرد منذ ولادته، ورسم أفلاطون في كتابه الجمهورية، معالم المدينة السعيدة، وصفات السعداء. أما في الإسلام فالسعادة  طبيعة المسلم، وصفته الأزلية التي فطر عليها مادام مسلما، حيث أن المسلم الحقيقي بالضرورة مطمئن، وراض، ومتقبل، لأنه مؤمن بالقدر خيره وشره، سعادته تكمن في رضى ربه، من خلال حسن عبادته، عبادة جسدية ومعنوية تتحقق من خلالها السعادة في ذاتها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، عندما يأتي وقت الصلاة، وهي أكبر عبادة، يقول: "أرحنا بها يا بلال" ، والله عز وجل يصف النفس المؤمنة بالمطمئنة، فيقول سبحانه: " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي"الآية 27 سورة الفجر،. ولن ندرك السعادة إلا بالإيجابية في الحياة.

 
دائما هناك شعاع ضوء

2- ماذا تعني الإيجابية سنة2022  (السعادة)

الإيجابية شيء عظيم، إنها تعني بكل بساطة أن تكون فاعلا، مؤثرا، قادرا على التغيير، مساهما في البناء لا الهدم، فهي تضم في معانيها التفاؤل، لا التشاؤم، الفاعلية، لا السلبية، وتحتاج كثيرا لشحن النفس والعقل والعواطف بكل ما هو إيجابي، وجميل، ومن أجمل ما نشحن به أنفسنا لتصبح عندنا طاقة إيجابية وفعالة، الأحلام النبيلة، الأهداف الراقية،  الأفكار البناءة، الآمال السامية.

3- أشكال أحلامنا الإيجابية،  سنة 2022  (السعادة)

أ- أحلامنا الإيجابية الفردية مطلوبة لتحقيق السعادة، سنة 2022 

 (السعادة)

ليس عيبا أن تكون أحلامنا فردية، ذاتية، خاصة، مصلحية، لا يجب أن نشعر بأي نقص، في ذلك أو تأنيب للضمير،  ولا يجب أن نعتبرها أنانية، أبدا، لأنك إذا لم تسعد نفسك، لن تسعد غيرك، ولن يسعدك أحد سواك، أولا ، يجب أن تسعى لتحقيق شيء تحبه أنت، تريده أنت، لا يريده غيرك، لأن غيرك ليس هو أنت، ولا يكابد مشاعرك وأحاسيسك الذاتية، إذا شعرت بالإحباط، أو الألم،  أو ذقت طعم الفشل،  سوى ذاتك أنت.

 تجربة فتاة دمرت نفسها لإرضاء الناس (السعادة)

كم من فتاة تزوجت شخصا لا ترتاح له، ولا تريده، فقط لأن الآخر يراه مناسبا، قد يكون هذا الآخر أما أو أبا أو مجتمعا ظالما، فكانت نهاية علاقتها الفشل، ولم تجن فقط على نفسها، بل جنت على أبنائها أيضا، لأنهم عاشوا بسبب سوء اختيارها، ورغبتها في إرضاء الآخر، علاقة متوترة، ولو أنها اختارت من تريده هي بكامل وعيها ومشاعرها، وتحملت مسؤولية اختيارها، وجاهدت نفسها لتنجح علاقة زوجية اختارت طرفها الأساس بكل ما أوتيت من قوة، فالزواج كما نعلم جميعا سر من أسرار سعادة الإنسان أو تعاسته، فلا ينبغي أبدا ان يبنى على رغبة الآخر بل رغبة الذات الفردية.

تجربة شاب اختار تخصصا لإرضاء غيره (السعادة)

وكم من طالب علم، اختار تخصصا راقيا، كالطب والهندسة، ليس لأنه يحب التخصص المختار، بل لأن أباه يريد ذلك، وأمه ترغب في الافتخار بتخصصه أمام العائلة والجيران والمجتمع،  أو ربما لأن هذا التخصص ذو مكانة راقية في المجتمع ، أو ربما لأن التخصص له مكاسب مادية ضخمة، أما ذاته، فتريد تخصصا آخر لا علاقة له بما اختاره بدافع إرضاء غيره، فيشعر بالقرف والملل، وتسيطر عليه مشاعر الإحباط والضجر، كلما ولج حصة دراسية أو فتح كتابا في الموضوع، لأنه بكل بساطة يكره التخصص المختار، وكلنا يعلم أن الإنسان الذي يدرس شيئا لا يحبه لا ينجح فيه، والذي يمتهن مهنة يكرهها سيفشل حتما، والراحة في العمل، سر من اسرار السعادة، فأنت من ستمارس المهنة، وأنت من ستدرس تخصصها، أما غيرك فلا علاقة له بذاتك التي تعاقبك دوما إذا غصبتها على فعل شيء تكرهه، فقط لأن الآخر اختاره لك. القيد الوحيد الذي يجب مراعاته في الاختيار بالنسبة لنا كمسلمين هو أن لا يكون  الاختيار فيه معصية لله تعالى، فقط.
السعادة الحقيقية تنبع من الذات، من العمق، من الفكر الإيجابي، من التفاؤل الذاتي بغد أفضل، أما العوامل الخارجية فلا يمكن إنكار تأثيرها، غير أننا بالسعادة الذاتية، والأمان الداخلي، والراحة النفسية،  والتفكير الإيجابي نطور هذه العوامل الخارجية للأحسن.قال الله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"سورة الرعد، الآية 10.

ب-أحلامنا الجماعية مطلوبة لتحقيق السعادة، سنة2022 

 (السعادة)

لم يخلق الإنسان  في الحياة ليسعد نفسه فقط، بل إسعاد غيره أمر مطلوب، وغاية نبيلة، لأ نه من خلال إسعاد غيره يسعد نفسه، بشكل كبير، وهنا تكمن الإيجابية العظيمة، فكلما قدمت خدمة للأخر بعيدا عن المصلحة الخارجية، حققت مصلحة ذاتية عظيمة، فلا نحسب أبدا أن خادم الناس يشقى بخدمة غيره، بل إذا كان مقتنعا بعمله، محبا له، فهو دوما في سعادة حقيقية، ولعلك أدركت بفطنتك أن إسعاد الذات باختيار ذاتي، ينعكس  حتما على الجماعة، وهنا نضرب أمثلة كثيرة
أستاذ يحب طلبته سيسعدهم 

الاستاذ الذي اختار المهنة عن حب، سيجد فيها رسالة عظيمة، فيمارس المهنة بشغف، ويكون أداؤه المهني عاليا، وستصبح الحصة الدراسية لديه ممتعة، لأنه يمارس المهنة باقتناع ذاتي، يمارس المهنة بحب، يمارس المهنة برسالية، يمارس المهنة بإخلاص، وهنا لن يعدم في إيجاد الوسيلة المناسبة لدعم طلبته ومساعدتهم على التفوق، ولن يسئ معاملتهم،  وستنتقل تلك المشاعر الإيجابية إليهم، فيحبوا المدرس والمادة المدرسة، رغم ضعف مستواهم الدراسي، أو كرههم المسبق لها، فكما نعلم المشاعر الإيجابية طاقة متنقلة، وذات جاذبية. وهنا سيؤدي المدرس رسالة جماعية عظيمة.

طبيب يحب مهنته ينقذ العالم ويسعده

الطب مهنة رسالية، لا شك في ذلك، فالطبيب الذي يخلص في مهنته، ولا يعتبرها موردا ماديا فقط، سينقذ الأرواح، سيؤدي خدمة عظيمة لنفسه ولبلده، وللإنسانية جمعاء، وهنا تكمن رسالية الطب وقيمته المعنوية، عندما ننظر له من هذا الجانب الإنساني، وخدمته للبشرية، أما إذا مارسناه لأهداف مادية محظة، أو باعتباره قيمة معنوية فقط، فسنقضي على  الإنسان، ولن نخدم المجتمع، ولن نشعر بالسعادة الحقيقة، بل سنرتكب الاخطاء الطبية الجسيمة التي قد تقتل، أو نعامل المريض معاملة سيئة، تدمر نفسيته قبل جسده، وسيتحول الطبيب من إنسان، إلى مجرد آلة صماء، مجردة من المشاعر والأحاسيس، تخبط خبط عشواء .

4- ختاما الإيجابية أن تختار ما تريده أنت لتحقيق السعادة، سنة2022

لا شك أننا أدركنا بصدق قيمة الإيجابية المرتكزة أساسا على حب الذات الذي يؤدي حتما إلى حب الآخر، فكل شيء يبدأ من الذات، ويعود إليها، فقط يجب أن نخلص النية لله تعالى أولا، ولذواتنا ثانيا، فلا نجبر أنفسنا على شيء نكرهه، لأن غيرنا يحبه، فنعيش شيزوفرينيا غريبة، وتناقضا عجيبا لأننا فقط نريد إرضاء الآخر الذي ينسى اسمنا وتاريخنا، بل وشكلنا بسرعة مذهلة.



تعليقات