القائمة الرئيسية

الصفحات

قصص الأطفال:كيف ساهم التفكيرالإيجابي في انتصار الضعفاء ؟(قصة الأرنب الإيجابي والأسد المغرور)

قصص الأطفال: كيف ساهم التفكير الإيجابي في انتصار الضعفاء ؟ ( قصة الأرنب الإيجابي والأسد المغرور)

تقديم (التفكير الإيجابي)

لا شك أن الغرور والثقة الزائدة بالنفس تلقيان بصاحبهما إلى التهلكة مهما بلغت قوته، كما أن الذكاء، والتخطيط الإيجابي يدفعان بصاحبهما إلى النجاح والفوز مهما بلغ ضعفه، فيكفي  أن يقدم المرء على الخطوة الأولى نحوالأمام لتنفرج أمامه السبل وتبرز طريق سالكة تدفعه نحو النجاة، أو الوصول إلى هدفه المنشود، وهذا بالضبط هو الطريق الذي سلكه، الأرنب الضعيف لكي ينجو من بطش الأسد الواثق من نفسه، المغتر بقوته، والدليل هو قصة الأرنب الذكي مع الأسد المغرور.



الأسد المغرور



التفكير الإيجابي: لقاء صادم

خرج الأرنب يتنزه يوما في الغابة فوجد نفسه وجها لوجه أمام أسد غاشم ظالم، سينقض عليه لا محالة وهو الضعيف الحقير الصغير الذي يحتقره الجميع، إنه الأرنب المعروف بالخوف والجبن، مهما زادت سرعته، لن تفوق سرعة الأسد الذي تهابه الحيوانات وتخافه، ترى ما العمل؟ لا بد من حيلة ينجو بها وإلا كان الهلاك مصيره، خمن، فكر، فثبت في مكانه إذ لا مكان يهرب إليه، والأسد يحاصره بمخالبه وحوافره، لا مفر سوى المواجهة، ففي لحظات من الزمن يتعرض الكائن لمواقف صادمة، تضطره للمواجهة، إذ لا يجد مهربا، سوى المواجهة، فيحاول أن يتظاهر بالشجاعة، ليواجه المواقف الصعبة، حتى لو كان الخوف يسيطر على مشاعره، فلا أحد يكتشف أمرك إذا تظاهرت بالشجاعة، كل ما ستجنيه حينها هو الهيبة، التي تجعل الآخر يضع لك ألف حساب، أما إظهار الخوف فلن يجدي نفعا، بل سيزيد الطين بلة، ويجعل الآخر يحتقرك، إذ يجد فيك لقمة طرية سائغة.

التفكير الإيجابي: خطوة جريئة تنقذ الموقف 

في اللحظة التي انقض فيها الأسد على الأنب، قفز هذا الأخير بسرعة البرق على ظهره، فكانت هذه الخطوة الجريئة من الأرنب صادمة للأسد الذي اعتقد للحظة ما أنه سيطر على الوضع، وأن الأرنب في حالة استسلام لا محالة لقدره، غير أن خطوة الأرنب فاقت كل التوقعات لقد هزت كيان الأسد الذي أصابه الدوار، ماذا يفعل؟ كيف يتصرف الآن والأرنب لصيق بوبر ظهره؟ إنها الضربة التي لم يحسب حسابها، ولم يخمن وقوعها، أكيد أن خطوة الأرنب كانت أسرع من خطوته، لأن الأرنب فعلها بذكاء، أما الأسد الأحمق المغتر بقوته حسبها بغباء، اعتقد أنه سيطر على الوضع تماما، وأنه سيد الموقف، وأن هذا الأرنب الحقير لقمة سائغة تحت السيطرة، لكنه نسي المثل القائل " العود الذي تحتقره قد يصيبك بالعمى"، فكثيرا ما يرى الكائن منا أن الأمر أهون من يحمل همه، وأنه مسيطر على الوضع، وهنا تخونه أفكاره، الواهمة، فكل شيء يحتاج التدبير، وسرعة التفكير، ما العمل الآن لابد من حل لهذه المشكلة العويصة؟

التفكير الإيجابي: كلام الأرنب الإيجابي مع الذات غير الموازين

الأرنب يرتعش فوق ظهر الأسد، يرتجف خوفا وهلعا، رغم أنه متمسك بلبدة الأسد، قابض على زمام الأمور، ولكنه الأسد، ملك الغابة، سيد الحيوانات، كيف له أن يركب ظهره مطمئنا؟ كيف له أن ينجو بفعلته؟ أكيد أن الأسد سيجد حلا، سينجو بنفسه، سيصرعه، ولكنه ردد مع نفسه كلاما غير رؤيته للأمور " أنا الآن في الأعلى وهو في الأسفل، بحيلتي بذكائي أجلس متربعا على ظهره، ماسكا بزمام الأمور، لا يجب أن أخاف، أنيابه بعيدة، بعد السماء عن الأرض، من أين لها أن تقضمني؟ لابد من الصمود، وإلا ضاع كل مجهودي هباء، ثقتي مبنية على عقل وذكاء، وثقته بنيت على قوة وغباء، وأكيد الانتصار للعقل دوما" كلمات رددها الأرنب مع نفسه كانت كفيلة بأن تشعره بالطمأنينة والاستقرار، وأن تجعله يشد بقوة على ظهر الأسد حتى لا ينزلق، فمجرد التفكير في الفشل سيقضي عليه، سيضعف قواه، عليه أن يكون إيجابيا، ويقوي فكره وعقله ونفسه بكل ماهو إيجابي، وإلا الهلاك مصيره، لم يكن الأرنب واثقا من صدق ما يقول، ولكن حاول خداع نفسه وعقله، بكلام قوي ليحفز ذاته، ويشجع نفسه، ويبقى صامدا، لأنه إيجابي، فخطاب الذات الإيجابي أحد عوامل القوة.

التفكير الإيجابي: محاولات الأسد فاشلة

أما الأسد فقد فكرا مليا كيف يزيل الأسد من ظهره، وهو الملتصق به بشدة، تحرك يمينا وشمالا بقوة، انتفض في مكانه، انقلب على ظهره،  تمسح الأرض بشدة، دون جدوى، الأرنب الماكر، ملتصق به بشدة، فكر أن يركض بسرعة البرق عسى أن يسقط الأرنب من أعلى، ركض بسرعة، بسرعة، وفي كل مرة يزأر عاليا ويقف على أرجله الخلفية دون جدوى،  أسرع أسرع ، متقدما نحو الأمام، بخطى تسابق الريح ، لكن محاولاته باءت بالفشل.

التفكير الإيجابي: اصمت عليك اللعنة

 ردد بأعلى صوته:

-" انزل أيها اللعين من تحسب نفسك، أنا الأقوى، أنا الأخطر، انا الأعظم، من أنت؟ "

يرد الأرنب ماسكا بوبره بقوة:

- " أنا الأضعف، أنا الأحقر، ولكن هذه المرة أنا الأذكى وأنت الأغبى، اعترف يا سيد من يزعم أنه سيد الغابة، وسيد الحيوانات أجمع" 

-" اصمت أيها اللئيم خسئت"

-" ألا ترى أني السيد الآن الذي يمتطي صهوة حصانه، عفوا يمتطي ظهر حماره"

اشتد حنق الأسد، فأسرع في الركض، وهولا يدري أين يتوجه، وردد غاضبا:

-" اصمت أيها الحقير، أنا حمار، أنا حمار، عليك اللعنة 

التفكير الإيجابي: نهاية الأسد 

في اللحظة التي فقد فيها الأسد عقله من الحنق والغضب، فقد الشعور والإحساس، ومضى يركض بشدة، بقوة، وهنا أدرك الأرنب أنها الفرصة المناسبة، فتسلل بلطف في الاتجاه المعاكس لمساره، ومضى مسرعا دون أن يشعر الأسد بدبيب أنامله.

لم يوقف سرعة الأسد سوى نهر جارف فوجئ به أمامه، تحسس ظهره، فشعر بفراغ فوقه، وأنه لم يعد يحمل لا أرنبا ولا زادا ولا سيدا، فاشتد حنقه، التفت خلفه، لا شيء سوى السراب، شعر بغبن كبير فارتمى في النهر الجارف دون أن يدري ما يفعل، لقد قتل كبرياءه، وتم استحماره من طرف أرنب حقير، شرع يتمرغ في الماء كالمجنون ، يتقلب يمينا وشمالا بحنق وشدة، عسى أن يطفئ الماء لهيب غضبه.

عسى أن يخرج الأسد وقد تعلم الدرس، فيصبح أكثر تواضعا، وألا يحتقر عدوه أو فريسته، ويتخذ الاحتياطات اللازمة عند المواجهة، لأن المفاجآت واردة. 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق