التربية والتعليم: كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم؟
1--المرأة العربية نبراس ينير الظلام (كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم؟)
تعتبر المرأة العربية نبراسا نور يضيء ظلام هذه الأمة، لأنها استطاعت بعلمها وثقافتها أن تلج مختلف مجالات الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية...، ولم تكتف بالمشاركة الباهتة الهزيلة، بل تفوقت وعلا اسمها متألقا كالبدر في ليلة الظلماء في كل أنحاء العالم. فبعد أن أتيحت فرصة التعليم للفتيات العربيات استطعن أن يبزرن قدراتهن العلمية والمعرفية الفائقة التي تؤكد بجلاء عبقريتهن وإمكانات عقولهن الحاذقة لاستيعاب المعارف والعلوم بمختلف أنواعها، الأمر الذي أهلهن للحصول على أعلى النتائج الدراسية، ومن تم التمكن من ولوج مجالات متعددة منها الطب والهندسة والإعلام والقضاء، والتعليم والمقاولة...
![]() |
التربية والتعليم |
2-المرأة ومجال التربية والتعليم : حب قديم وإقبال كبير(كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم)
المرأة العربية أحبت
(كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم))
يعتبر مجال التربية والتعليم أكثر المجالات التي استوعبت المرأة، لأن نسبة عمل النساء هذا القطاع تبقى الأعلى مقارنة مع قطاعات أخرى. وهنا يحق لنا أن نتساءل عن السر وراء إقبال النساء العربيات على هذا المجال الراقي، وكذا التعرف عن إنجازاتهن فيه والتحديات التي تواجههن.
فقد أحبت المرأة العربية مهنة التعليم منذ أمد بعيد، فقدمت من أجل نشره المال والجهد، ورغم أن هناك نسوة لم يستطعن التعلم بسبب التقاليد والعادات القديمة التي تمنع الفتيات من التمدرس، إلا أنهن بنين المدارس والجامعات.
نسوة رائدات في حب التربية والتعليم(ا
(كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم)
من هؤلاء النسوة نجد فاطمة بنت محمد بن محمد بن عبدالله الفهرية القيروانية، التي أسست جامعة القرويين عام 859م في مدينة فاس المغربية، والتي تعد أقدم جامعة في العالم، كما أنها شكلت منارة علمية تخرج منها علماء ذاع صيتهم في العالم، وقد ألهمت بعملها الحكام لحذو طريقها إذ قال عنها ابن خلدون "فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها". إلى جانبها نجد من العاشقات لهذا المجال الراقي، فاطمة بنت الخديوي إسماعيل، وهي المرأة المحبة للعلم، والتي ساهمت بمالها في بناء الجامعة المصرية عام 1909م. تضاف لها ملكة السعودية عفت آل ثنيان التي تحدت الصعوبات والعوائق ومعارضة علماء الدين المحافظين، واستطاعت أن تؤسس مدارس دار الحنان التي تعد أول مدرسة لتعليم البنات في السعودية سنة 1955م.
3-المرأة العربية تؤمن برسالة التربية التعليم(التربية والتعليم)
إن ما دفع هؤلاء النسوة وغيرهن كثيرإلى الاهتمام بمجال التربية والتعليم وبذل المال والجهد من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة، هو إيمانهن برسالية التعليم كمهنة نبيلة يمارسن جزء منها داخل بيوتهن من خلال تربية أبنائهن. أما نساء اليوم فلم يكن أقل إيمانا بنبل وشرف المهنة التي حملنها على عاتقهن، والتي وجدن فيها كيانهن وذاتهن، على اعتبار أنها تتوافق مع وظيفتن الأساسية المتمثلة في وظيفة الأمومة، فمثلت بذلك الأستاذة الأم الثانية الحنون للأطفال والشباب على حد سواء، كما جسدت فيها أحد أدوارها في الحياة، والمتمثلة في تربية الأبناء، لتجد نفسها تربي الملايين على المثل والقيم النبيلة، وتعلمهم المعارف والمهارات بمختلف أشكالها.
4-النساء في مجال التربية والتعليم، الواقع والتحديات
(كيف ساهمت المرأة العربية في مجال التربية والتعليم)
إنهن من جنود الخفاء(التربية والتعليم)
لقد شكلت نساء التعليم أحد جنود الخفاء اللواتي علمن الأجيال القيم والفضائل، وسعين جاهدات إلى تطوير المجتمع واستقراره. إنهن العاملات في الخفاء بصمت ودون ضوضاء، دون بهرجة ولا إعلانات ولا سعي للشهرة، فتخرج على أيديهن الطبيب والمهندس والجامعي والحرفي والوزير والبرلماني...
نسوة تفوقن في تدبير مجال التربية والتعليم(التربية والتعليم)
وقد برز نجم العديد من النساء في مجال التربية والتعليم سواء داخليا أو خارجيا، فمثلا نجد نجاة بالقاسم التي تولت حقيبة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الفرنسية، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في الجمهورية الفرنسية، إلى جانبها نجد حنان الحروب، المعلمة الفلسطينية التي فازت بجائزة أحسن معلمة في العالم، بعد أن سلكت بيداغوجية فعالة في التدريس تساعد أطفال فلسطين على تجاوز الصدمات التي يعيشونها و يشاهدونها لتجنب العنف.
رغم هذا التتويج الذي حضيت بعض النساء في مجال التربية والتعليم، إلا أن العديد من نساء التعليم مع بالغ الأسف لم يحظين بالمكانة المناسبة والاهتمام الجدير بهن وبأخيهن الرجل الذي يشاركهن شرف المهنة وأعباءها. ولكنهن لم يكترثن لهذا التهميش، بل بقين مخلصات في عملهن راجيات الجزاء من الله تعالى، لأن أجر الدولة مهما علا (وهو الهزيل أصلا) لن يوفي مجهوداتهن وتفانيهن في العطاء، وإخراج العقول من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة. وجدير بالمجتمع الاهتمام بهذه الفئة العريضة من نساء التعليم، من خلال تكريمهن وتشجيعهن على العطاء المتواصل، وتقدير مهمتهن النبيلة المتمثلة في التربية والتخليق والتهذيب، إلى جانب التعليم .
5-العنف الذي تتعرض له نساء التعليم(التربية والتعليم)
واقع المرأة في مجال التربية والتعليم لازال مؤلما حيث لازلن يعانين من العنف بمختلف أشكاله، ويتمثل هذا العنف فيما يلي :
_ العنف الإدراي والمتمثل في تعيين الإدارات المسؤولة عن القطاع للمدرسات بمناطق نائية، تجعلهن عرضة لقساوة الجبال والوحشة والعزلة، دون مراعاة طبيعتهن الأنثوية، ولا ظروفهن الاجتماعية الصعبة، باعتبارهن فتيات صغيرات السن قد يتعرضن للاغتصاب أو الاعتداء بشتى أنواعه، أو قد يكن أمهات مسؤولات عن أطفال صغار.
ويتمثل هذا العنف الإداري أيضا في منح رخص الولادة لمدة قصيرة، في حين تحتاج المرأة لمدة طويلة مدفوعة الأجر قد تصل لسنة كما هو الشأن في بعض الدول المحترمة لحقوق المرأة الموظفة.
_ العنف اللفظي والجسدي من طرف التلاميذ المشاغبين أو الآباء المتهورين، في ظل غياب قوانين زجرية رادعة لهذا السلوك الهمجي الذي يسبب الضرر النفسي والعضوي للأستاذات المتضررات. ويمكن أن نمثل لذلك بما وقع لأستاذة الكريمة (رشيدة مكلوف) والتي كانت ضحية عنف جسدي ألحقه تلميذ يدرس بثانوية الحسن بن علي بالحي المحمدي في الموسم الدراسي (2017-2018)
تعليقات
إرسال تعليق